قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ»

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

إن اللَّه لا ينام


عن أبي موسى - رضي اللَّه عنه - قال : « قام فينا رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم بخمس كلمات فقال :
"إنَّ اللَّه تعالى لا ينام ولا ينبَغِي له أنْ ينامَ ، يخْفِض القِسطَ ويرفَعه ، يرفع إليه عمَل الليلِ قبل عملِ النَّهارِ ، وعمل النهارِ قبل عملِ اللَّيلِ ، حِجابه النور ، لو كشَفه لأَحرقتْ سبحات وجهِهِ ما انْتَهى إليهِ بصره من خَلْقِهِ » . رواه مسلم كتاب الإيمان (1 / 161) (رقم : 179) .


قال البغوي :
قوله صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم : « يخفض القسط ويرفعه » قيل : أراد به الميزان كما قال تعالى : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ } [الأنبياء : 47] أي : ذوات القسط وهو العدل ، وسمّى الميزان قسطا لأن العدل في القسمة يقع به ، وأراد أَنَّ اللَّه يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرفوعة إليه وبما يوزن من أرزاقهم النازلة من عنده . . .
وقيل : أراد بالقسط الرزق الذي هو قسط كل مخلوقٍ يخفضه مرة فيقتره ، ويرفعه مرة فيبسطه ، يريد أنه مقدر الرزق وقاسمه كما قال تعالى : { يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ } [الرعد : 26] .
وقوله : سبحات وجهه ، أي : نور وجهه .
قال الخطابي : ومعنى الكلام أنَّه لم يطلع الخلق من جلال عظمته إلا على مقدار ما تطقه قلوبهم وتحتمله قواهم ، ولو أطلعهم على كنه عظمته لانخلعت أفئدتهم وزهقت أنفسهم ، ولو سلَّط نوره على الأرض والجبال لاحترقت وذابت كما قال في قصة موسى عليه السلام : { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا } [الأعراف : 143] .
أصول الإيمان