بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن المجازر المرتكبة في سوريا
بسم الله الرحمن الرحيم
الدوحة في : 12 ربيع الأول 1433هـ
الموافق:04/02/2012م.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بالعنف المفرط وبالمجازر الرهيبة التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه، ويطالب العالم أجمع: العربي والإسلامي والإنساني بالعمل لإنقاذ هذا الشعب المظلوم.
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع عن كثب وبقلق بالغ ما يحدث في سورية الحبيبة، أرض الشام المباركة، من مجازر رهيبة في كل يوم خلال أحد عشر شهرا، أمام مسمع ومرأى العالم كله، كان آخرها ما وقع فجر يوم السبت 12 ربيع الأول، يوم المولد النبوي، حيث سقط فيها أزيد من أربعمائة شهيد وأكثر من ألفي جريح، دون أن يراعي النظام حق الله تعالى، ولا حقوق الناس. وكذلك تابع الاتحاد ما قامت به الجامعة العربية من منح المهلة الواحدة تلو الأخرى، ثم إرسال فريق المراقبين.
وأمام هذه الأحداث والمصائب المؤلمة، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى مايأتي: أولاً: يندد الاتحاد بهذه المجازر اليومية التي يرتكبها النظام السوري في كل يوم، منذ أكثر من عشرة أشهر، كما يندد بكل قوة بهذه المذبحة التي بدأها الجيش السوري بأسلحته الثقيلة، من قذائف الهاون والمدفعية، وكل أدواته الباطشة، التي بدأت منذ فجر السبت، فذهب ضحيتها أكثر من ثلاثمائة وخمسين (350) قتيلا، وأكثر من ألف جريح بحي الخالدية بمدينة حمص، وعشرات ومئات في الزبداني وحماة وإدلب ودرعا، ومدن أخرى أنشأ فيها الناب والمخلب. كما يحذره أشد التحذير من العواقب الوخيمة الناجمة عن هذه المظالم المفزعة في الدنيا والأخرة، فإن من سنة الله تعالى أن لا يفلح الظالم وأعوانه، مهما فعلوا، وأن يصيبهم الخزي في الحياة الدنيا والآخرة، وقد رأى الناس جميعاً ذلك في القذافي ومبارك، وبن علي، ومن قبلهم شاه إيران. فقد قال الله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [النمل:52]، وقال تعالى: {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)، [الفجر:11-13].
ثانيا: يطالب الاتحاد الشعب السوري الأبي، ومعه الجيش الحر، وينادي أهل النخوة والغيرة من الجيش السوري أن يقف مع الشعب المظلوم، بدل أن يقف مع الظالم، وذلك بمنع النظام عن ارتكاب هذه الجرائم في حق الشعب السوري، والتي يندى لها جبين الإنسان، وليعلم أعوان الظلمة بأن الله يعذبهم في الدنيا، ويحشرهم في الآخرة مع فرعون وهامان. وينتهز الاتحاد هذه الفرصة لدعوة الأحرار في قلب الجيش السوري، والشرطة، للانضمام إلى خيار الشعب، وحمايته والوقوف معه ضد الطواغيت، قال تعالى: }إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ{ [القصص:8].
ثالثا: يطالب الاتحاد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بذل كل ما في وسعهما لمنع تمادي العنف والظلم والقتل في سوريا، وإنقاذ الشعب السوري من محنته، ليقرروا مصيرهم في ظل الحرية والعدالة، والأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، قبل أن تستفحل الأمور، وتضيق الصدور، وتستمر هذه المجزرة القاتلة، بأيدي هؤلاء الوحوش المجرمين، الذين يستمدون المزيد من الأسلحة من إيران، ومن الروس، فضلا عما في أيدي جيشهم من أسلحة فتاكة لكل من يقف مع الحق، ويفعل الخير ويدعو إليه.
رابعا: يؤيد الاتحاد كل الجهود الخيرة التي تبذلها جامعة الدول العربية، وكذلك دولة قطر ودول الخليج في سبيل حل مرضي للشعب السوري، وإنقاذه مما هو فيه بأقرب فرصة ممكنة.
خامسا: يناشد الاتحاد الدول والشعوب وأحرار العالم، ومنظمات الإغاثة الإنسانية والإسلامية، لإغاثة الشعب السوري ودعمه مادياً ومعنويا في الداخل والخارج، مساهمة في إخراجه مما يعانيه من ظلم الظالمين.